مفهوم رمضان عند البعض
(يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة 183.
انقضت أيام من رمضان ليتها تعود ثانية و ليت العام كله رمضان، و فيما مضي كان سلفنا الصالح يدعون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان و يدعونه ستة أشهر كي يتقبل منهم قائلين( اللهم سلمني إلي رمضان ،و سلم رمضان لي، و تسلمه مني متقبلا) و بمرور أيام رمضان أجدالكثير والحمد لله هذا العام إلي الله أقرب ، امتنع البعض تماما عن مشاهدة التلفزيون إلا البرامج الدينية،توقف الكثيرون عن تقضية أوقاتهم في الإفطار عند هذا وذاك يوميا ، توقفت الكثيرات عن تضييع الوقت في المحادثات علي الهاتف، صلي الكثير من شبابنا وشاباتنا التراويح بقلوب تدعو الله أن يتقبلهم جميعا ، و كانت أيام رمضان الماضية عمل وعبادة و قيام وقرآن و ذكر، أدعو الله أن يكون قد كتب لنا جميعا مغفرة و رحمة و أن يتقبل منا و أن يعتق رقابنا من النار، إنه هو القادر علي كل شيء الغفور الرحيم.
و مثلما رأيت الكثيرون علي هذا الحال الطيب، وجدت إناسا كان رمضان بالنسبة لهم و كما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : " رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، و رب قائم ليس له من قيامه إلا
. كان رمضان لهم السهر" وقد حسنه العلامه الألباني في صحيح الترغيب وصحيح الجامع وقال حسنٌ صحيح
نوم نهارا و تمضية الساعات ليلا في خيمات رمضانية لا أسميها سوي بخيبات رمضانية مذهبات للأجر والثواب ، نعم بدلا من حلاوة الصيام والقيام وتدبر القرآن، ومحاولة أن نكون مثلما قال الله عنا ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة و نحن له عابدون) البقرة 138، نجدهم يبتعدون عن الله عز وجل بل أن بعضهم يذهب لصلاة التراويح ثم يغادرها إلي تلك الخيمات ، كيف له هذا؟ كيف طاوعته نفسه؟ ألم يتدبر قول الله تعالي ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) آل عمران 30.
و للحديث عن تلك الخيمات كان لي شأن مع أبنائي الكبار ليلة الخميس الماضي ، إذ كانوا قد ذهبوا إلي النادي بعد الإفطار فصلوا التراويح ثم قاموا بعمل مسابقة رياضية فيما بينهم و كان بالنادي خيمة رمضانية، و لله الحمد لم يفكروا في الانضمام إليها بدون أي محاولة مني أو من أبيهم منعهم عنها، و عندما عادوا سألني الكبير: أمي لم لا تذهبين لقضاء بعض الوقت في النادي؟ كان العديد من أقارب أبي هناك وشسألوا عنك؟ قلت له : هل رأيتني يوما يا بني أسهر في حفلات من قبل؟ قال لا. قلت وهل اتباع أوامر الله و اتقاء الشبهات أحب إليك أم أقع فيها وفي شهر رمضان؟فرد قائلا : والله يا أماه حرام ما يفعلونه الرجال والنساء والشباب بداخل الخيمة و غناء وهرج ودعاية لمغنية شابة لا يستر جسدها سوي القليل ، لقد حزنت لحالهملقد كان بعضهم معي في صلاة التراويح! ألا يخافوا غضب الله؟ فسألني أخاه الذي يصغره : أمي هل صحيح أن التراويح ليست فرضا علينا و إنما هي سنة طالبنا بها الخليفة عمر بن الخطاب؟؟؟؟ و تشعب الحديث بيننا عن التراويح وما علينا من فعله و رفعت عيناي إلي السماء أشكر ربي القدير و أرجوه أن يستمر أبنائي علي هذه الحال من الصلاح و أن ينهضوا و من معهم من صحبة صالحة بأمة الإسلام فيعود فينا صلاح الدين ويعود عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم و أرضاهم وبارك لهم في أعمالهم و أعمالنا .
ثم عدت بتفكيري إلي حال بعض المسلمين في تلك الليالي المباركة و ما يقومون به من مجون و لهو وتعجبت كيف يصفد الله شياطين الجن في رمضان فتتمرد شياطين الإنس يدعون إلي اللهو والخلاعة.... اللهم اغفر لنا ، اللهم اغفر لنا ، هل هذا هو حال أمة الإسلام؟ أناس مضلين يبتدعون الضلالات و يشيعون الفاحشة في أبنائنا وبناتنا؟ ؟؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم و أنتم لا تعلمون ) النور 19.
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه إذ زرعت الإيمان في قلبي ، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهم وعظيم سلطانك إذ أبعدتني عن تلك الضلالات ، ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين وابعدنا عن رفاق السوء و قربنا إلي أصدقاء الخير دوما، ربنا ندعوك أن لا ينتهي رمضان هذا العام إلا و يكون حال أمة حبيبك المصطفي صلي الله عليه وسلم علي غير هذا الحال من الضلال والابتعاد عن دينك. اللهم منا الدعاء والرجاء و منك الإجابة و عليك نتوكل جميعا.. أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم